ولأن العلم لا يحصل للشعوب الا بعد استقرار حالتها السياسية والاقتصادية، ووصول الشعوب لمرحلة الرخاء والسكون، فأنها تبدأ بالنظر للأمور الثانوية، كالفن والثقافة؛ ولأجل ذلك كانت الشعوب الفقيرة عديمة الثقافة والفن بالنسبة لزمنها متخلفة حقيرة، إن انشغالهم في خوض غمار عباب الحياة الحقيقة ومناكدها ومشقتها أغفلتهم عن تلك الأمور الثانوية فهي تصبح شعوب متخلفة في الذوق والآداب، في الفن والثقافة، وهذا ما يجعل الأمة تتداعى على المنحدر، تغوص في المستنقعات، تقيّد ببراثن الجهل، تنسى في الظلام، تحال إلى فضاعة ممتنعة على الوصف.