- احذر الجمال يا قطعةً من أحشائي! - - ولكن أي شر يرام من الجمال؟! ألا ترى أن النفس تواقةٌ إليه دائمًا؟ إن التعفف عن الجمال قتّال يا أبي! إليك عنه وأنا ناصحك الحبيب. - ولكنك قد أعمي بصرك، أواهٍ عليك يا نصيبي من الدنيا، ألا تبصر الغسق ما أجمله؟ ولكن ما وراء الغسق؟ إن وراءه ظلمة الليل التي تصبغ أرواحنا بظلامها، هي الظلمة التي تلقي بأرواحنا العارية إلى قارعة الطريق. - - أني أعبدك يا أبي، إنك تعلم أن عباداتي لك لا تنتهي يا أنفس ما أملك، ولكنك قد غلوت بنسكك حتى طُمست عليك الملامح كلها، أفلا تصبر حتى تنظر الشفق من جديد؟ ألا تنظر إلى النور العائد مرةً أخرى؟ إنه يجن أجسادنا العارية يا أبتي عن الشرور! إنه يحفظها منها! - ولكن أيا مهجتي، أيا كنزي العظيم، من ذا الذي ينجينا من ظلام الليل؟ من ذا الذي يرافقنا ونحن عراةٌ على قارعة الطريق؟ إنه لا يفعل ذلك إلا قبسٌ سماوي، فتحٌ إلهي من يفعل ذلك، إنه ينتشلنا من الأشباح المتخفية في سدف الليل، إنه نورٌ يحوطنا، إنه النور الحقيقي فالتفت إليه، انظره الآن، ولكن لا! لا تنظر إليه بعيناك؛ لأنك ...
هنا دهليز افكاري