التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من 2024

الأسد ملك الغابة

     إن الأسد في الغابة هو الملك، ولكن لماذا؟ فهناك من هم أقوى منه من الحيوانات كالنمر أو الدب، والقوة هي أهم عنصر في الغابة، فقانون الغابة يأمر أن البقاء للأقوى، ولكنه أصبح الملك لأنه يتمثل بصفات الملوك وأحوالهم، فهو لا يصطاد بل يجعل لبؤاته يفعلن ذلك، وما أن يتممن المهمة فهو يذهب لتناول وليمته منفردًا، وهكذا يفعل الملوك، وإنك ترى الأسد تهمه أرضه أكثر من بنيه وزوجاته، وهذا هو حال الملوك، وإنك ترى الأسد يستأسد على بقية الحيوانات، وهكذا هم الملوك، وإنك ترى الأسد قلقٌ من أشباله لأنه يعلم أنهم سيتكالبون عليه في شيخوخته، ويتقاتلون لاحقًا فيما بينهم لأجل حكم مملكة البرية الشاسعة، ومع ذلك فهو مضطرٌ لأنه لا يريد أن تفسد مملكته وتحول إلى الزوال أو تذهب لأسدٍ آخر، وهكذا هم الملوك!

الإنسان والحشود

 يميل الأنسان في أي احتشاد بشري للتصرف بحمق واتباع الغرائز، لذلك فإن الأنسان عندما يكون فرداً بعيداً عن الحشود يصفى ذهنه وترتقي أخلاقه، وكلما خالطهم ضعف عقله وانحلت أخلاقه؛ فلذلك قد يكون الشخص ذكي وصاحب أخلاق حميدة، ولكنه قد يتصرف بعكس ذلك ولو بشكل بسيط متاثراً تأثراً طبيعياً بالحشود من حوله، أن المعضلة الحقيقية هنا هي أن هذا التأثر طبيعي! 

قارعة الطريق

- احذر الجمال يا قطعةً من أحشائي! -     -  ولكن أي شر يرام من الجمال؟! ألا ترى أن النفس تواقةٌ إليه دائمًا؟ إن التعفف عن الجمال قتّال يا أبي! إليك عنه وأنا ناصحك الحبيب.       - ولكنك قد أعمي بصرك، أواهٍ عليك يا نصيبي من الدنيا، ألا تبصر الغسق ما أجمله؟ ولكن ما وراء الغسق؟ إن وراءه ظلمة الليل التي تصبغ أرواحنا بظلامها، هي الظلمة التي تلقي بأرواحنا العارية إلى قارعة الطريق. -      -  أني أعبدك يا أبي، إنك تعلم أن عباداتي لك لا تنتهي يا أنفس ما أملك، ولكنك قد غلوت بنسكك حتى طُمست عليك الملامح كلها، أفلا تصبر حتى تنظر الشفق من جديد؟ ألا تنظر إلى النور العائد مرةً أخرى؟ إنه يجن أجسادنا العارية يا أبتي عن الشرور! إنه يحفظها منها!  - ولكن أيا مهجتي، أيا كنزي العظيم، من ذا الذي ينجينا من ظلام الليل؟ من ذا الذي يرافقنا ونحن عراةٌ على قارعة الطريق؟ إنه لا يفعل ذلك إلا قبسٌ سماوي، فتحٌ إلهي من يفعل ذلك، إنه ينتشلنا من الأشباح المتخفية في سدف الليل، إنه نورٌ يحوطنا، إنه النور الحقيقي فالتفت إليه، انظره الآن، ولكن لا! لا تنظر إليه بعيناك؛ لأنك ...