التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من 2023

أمثولة الحقل

 كان هناك حقل يعود إلى أسرة مكونة من أب وأم وثلاثة أطفال، ولدان وفتاة، كانت العائلة فتية فلازال الأطفال صغارً والأبوان لا يزالان في سن الشباب، كان هذا الحقل رائعاً عظيماً زاهياً يسرق الأنظار ويخلب الألباب، وكان الناس من جميع الاقطار يتهافتون عليه ويتزاحمون عنده فقط لرؤيته، ولكسب ثمرة من ثمراته التي واحدتها أحلى من العسل.  كان الأب الفتي هو الذي بنا هذا الحقل الذي لا مثيل له من أقرانه، وإنما بُني هذا الحقل بسواعد الأب الفتية وبسبب الجرار الأحمر الشهير الزاهي اللون، القوي الذي كان يتمنى كل فلاح من الفلاحين الذين كانت مزارعهم تتاخم مزرعة هذا الفلاح الشاب، أن ينالون على واحدٍ مثله.  كان الأب ينطلق يحرث أرضه من ساعات الفجر الأولى بهذا الجرار، وكان يداوم على صيانته حتى أنه كان يضيّق على حاله وعلى أسرته في بعض الأحيان، ويقترض المال لأجل المدوامة على صيانته لعلمه بأهمية هذا الجرار، الذي كانت تخفى على عائلته التي يساورها الفضول والحنق بعض الأحيان من ذاك. لكن كان للزمن حُكمه وقراره، كبر هذا الأب وشاب، ثم مات ولم يبقى من يتولى هذا الحقل إلا الأبن الأكبر، الذي كان لا يملك من الخبرة م...

الإنسان

 الإنسان أصل فاسد، فهو خلق للفناء، وسبب فنائه أنه يفسد ثم يفسد مع طول الزمان حتى يفنى، وسبب فنائه أنه مادة، وكل مادة لها طاقة، والطاقة تبدأ بالضمور منذ نشوئها حتى تفنى، ولأنه فاسد الأصل، فالأجدر به أن يهدم لا أن يصلح، أن يفسد لا أن يقيم، ولذلك الإنسان لا يقيم الأخلاق ولا القيم، بل هو يستحسن ويستقبح بناءً على منفعته، لا ما قد يظنه البعض من القوة أو الضعف، لأن القوة والضعف أدوات وليست أصلاً، والشاهد هو الأصل، والإنسان نفعي بالفطرة، لذلك هو يقيم عرفه بناءً على منفعته. 

الملاك والشيطان

في بادئ كل ذي بِدء انبثقت الملاك غريبة كزهرة تزهر في عتمة الليل بكل شاعريةٍ وجمال، في أرضٍ كانت في ظلامها كالنملة في بطن الليل على الصخرة السوداء، ثم كانت ومعها نورها كالشمس تلقي بحقيقتها على أرض الظلام، فانفتن الشيطان الذي كان وما كان في جسده إلا سراديب السواد والظلام، من حقيقة هذا القلب النهَّام، الذي على كل ملذة آثمة همَّام، وكان على جبلٍ من صخورٍ حِمام تخرج منها أنهار اللظى تورد موارد الهلاك وتضيء بضوئها سماء عالم الأنام. فانطفئ الضوء، وجفت أنهار السقام، مخبرةً الشيطان بزهرة الملذات والمبتغات، الذي كان ينتظرها بكل حسرة ألف ألفٍ من الأعوام، فارتصد لها كل مرصدٍ سبعون ألف عام، وهو يرتشف لُعابه الذي كان يحرق الأرض لمَّا يسقط عليه وكأنه لعاب السلسبان، والسلسبان ضربٌ من ضروب أفاعي شياطين الظلام ، سوداء كأنها الليلة الليلاء، ببعض الحُمرة كأن النار تسعر على جلدها، لها ثلاثة أنياب: ناب السم، وناب الشيطنة، وناب السقام. بعد السبعين من الأزمان، وحروق الأرض من اللُعاب، نهدت الملاك وكانت كاللؤلؤ الحسان، على ثغرها يسيل ريق النحل، وعلى مراسيم البدن يرتسم بكل البرهان، إبداع صنع رب الجنان، فقال الشي...

انحلال المجتمعات

 سيرورة الثنائيات التي تربت عليها مجتمعاتنا، هي التي جعلتها ترزح في نير الانحلال الأخلاقي، لمَّا واجهة استحالة تطبيقها على أرض الواقع، فأدى كل ذلك إلى صيرورة فساد أخلاقي، تبدو في حلكتها أنها أبدية.

تخلف الشعوب الفقيرة

 ولأن العلم لا يحصل للشعوب الا بعد استقرار حالتها السياسية والاقتصادية، ووصول الشعوب لمرحلة الرخاء والسكون، فأنها تبدأ بالنظر للأمور الثانوية، كالفن والثقافة؛ ولأجل ذلك كانت الشعوب الفقيرة عديمة الثقافة والفن بالنسبة لزمنها متخلفة حقيرة، إن انشغالهم في خوض غمار عباب الحياة الحقيقة ومناكدها ومشقتها أغفلتهم عن تلك الأمور الثانوية فهي تصبح شعوب متخلفة في الذوق والآداب، في الفن والثقافة، وهذا ما يجعل الأمة تتداعى على المنحدر، تغوص في المستنقعات، تقيّد ببراثن الجهل، تنسى في الظلام، تحال إلى فضاعة ممتنعة على الوصف. 
يجوع الإنسان في كثير من الايام من العصور أو من القرون فيُقبل نَهِمًا على نجدٍ من القمامة ظنناً منه أنها وليمة. 

الفصاحة

 أَلَمٌ أَلَمَّ أَلَمْ أُلِمَّ بِدَائِهِ – إِنْ آنَ آنٌ آنَ آنُ أَوَانِهِ هذا البيت ينسب للمتنبي ويعتقد الكثير انه ابلغ بيت في الشعر. والبعض الاخر يعتقد ان هذا البيت(وقبر حرب بمكان قفر .. وليس قرب قبر حرب قبر) هو ابلغ بيت في الشعر  واخرون يعتقدون ان قصيدة صوت صفير البلبل هي ابلغ قصيده. واخرون يرون ان هذا البيت المنسوب للمتنبي ايضا هو ابلغ بيت في الشعر :عِشِ ابْقَ اسْمُ سُدْ جُدْ قُدْ مُرِ انْهَ اثرُ فُهْ تُسَلْ****غِظِ ارْمِ صِبِ احْمِ اغْزُ اسْبِ رُعْ زَعْ دِلِ اثنِ نَلْ.  والواقع ان ولا واحده من هذه فصيحة حتى وسبب ذلك انها كلها فقدت احد ركائز محاور الفصاحة. فالفصاحة لغة هي من فصح اي ظهر على وزن فعل. واصطلاحاً عند الاصطلاحيين من علماء اللغة هي: خلو المتكلم و الكلمة و الكلام من عيوب الفصاحة. وعيوب الفصاحة في الكلمة هي: 1 تنافر الحروف أي أن لاتكون ثقيلة على السمع صعبة على اللسان مثل كلمة "هعخع" وهو اسم نبات.  2 غرابة الاستعمال أي أن تكون الكلمة غير ظاهرة المعنى ولا مألوفة الاستعمال مثل "تكاكأتم" 3 مخالفة القياس اي ان تكون الكلمة شاذة على خلاف القانون الصرفي المستنبط ...