إعلم ان الإنسان لا يسعى جاهداً ولا يعمل على مواصلة شيء إلا ان تكون له منفعة من وراءه وهذه قاعدة مطلقة فإن اي علاقة احد طرفيها انسان فيها علاقة نفعية بالكلية وهناك ثلاث محاور رئيسية لعلاقات الإنسان وهي: 1- الاجتماع الإنساني (انسان مع انسان) من امثلتها هذه الحضارات والعمران الشاهد امامنا والحضارات السابقة واستشهد بما قاله ابن خلدون في مقدمة الكتاب الأول من مقدمته " في ان الاجتماع الإنساني ضروري. ويعبر الحكماء عن هذا بقولهم (الإنساني مدني بالطبع) أي لابد له من الاجتماع الذي هو المدنية في اصطلاحهم وهو معنى العمران")، اي انه في الواقع لا يوجد عمل نبيل وانما ما يسمى نبالة فهي كل عمل حميد، ويكون حميد اذا ما أقر به في البيئات البشرية فإن العمل النبيل في بيئة بشرية قد لا يكون كذلك في البيئة الاخرى بل وقد يكون عمل سيء ويترتب عليه عقوبات، والنبالة في اي مجتمع بشري يترتب على محوران اثنان رئيسين(الدين-العادات والتقاليد) - قد يرى البعض انه يجب تضمين الاخلاق مع هذان المحورين ولكني ارى ان الاخلاق نتاج عدة أمور منها طبيعة البيئة التي يعيش فيها هذا الشعب فاخلاق الشعوب الساحلية تختلف عند الصحراوية وتختلف عند الذين يعيشون عند الأنهار، ويأثر على ذلك المناخ ونوع الطعام ووفرة الماء والطعام او ندرته فهي تؤثر على السياسة والاقتصاد مما يؤثر على العادات والتقاليد التي تؤثر تبعاً بالأخلاق، ومثال آخر لتبسيط الأمر علاقة الام والطفل فهي اكثر علاقة ينظر لها بنبالة فلماذا الام تفني عمرها وصحتها في رعاية الأبناء؟ ولماذا الأبناء يقومون بعملية الحب لها وتقديرها والخ؟ انما تفعل الام بدافع للنفعية وكذلك الأبناء ( فالام قد تفعل ذلك لاشباع معتقداتها الدينية فهي ترى بانها اذا لم تفعل ذلك فهي ترى بانها اخلت بمعتقداتها التي سوف تجلعها فاسقة او ما شابه ذلك ولسوف تستفيد منهم عندما تكبر وتعجز فيقومون هم بدور الرعاية والاهتمام وتأمين الطعام لها وكذلك العادات والتقاليد فالناس ينظرون لها تبعاً لعاداتهم انها فاجرة او ذات نقصان كبير ولذلك ايضا سبب قد يكون بدافع الامومة الغريزي فهي تشبع رغباتها، إذ أنها تفعل ما تفعله من العناية بأطفالها لأجل النجاة من كل ذلك والأبناء لنفس الدور فهم بريدون الحصول على النفع من والدتهم او والدهم كالكساء او الطعام او الاهتمام والرعاية.
في بادئ كل ذي بِدء انبثقت الملاك غريبة كزهرة تزهر في عتمة الليل بكل شاعريةٍ وجمال، في أرضٍ كانت في ظلامها كالنملة في بطن الليل على الصخرة السوداء، ثم كانت ومعها نورها كالشمس تلقي بحقيقتها على أرض الظلام، فانفتن الشيطان الذي كان وما كان في جسده إلا سراديب السواد والظلام، من حقيقة هذا القلب النهَّام، الذي على كل ملذة آثمة همَّام، وكان على جبلٍ من صخورٍ حِمام تخرج منها أنهار اللظى تورد موارد الهلاك وتضيء بضوئها سماء عالم الأنام. فانطفئ الضوء، وجفت أنهار السقام، مخبرةً الشيطان بزهرة الملذات والمبتغات، الذي كان ينتظرها بكل حسرة ألف ألفٍ من الأعوام، فارتصد لها كل مرصدٍ سبعون ألف عام، وهو يرتشف لُعابه الذي كان يحرق الأرض لمَّا يسقط عليه وكأنه لعاب السلسبان، والسلسبان ضربٌ من ضروب أفاعي شياطين الظلام ، سوداء كأنها الليلة الليلاء، ببعض الحُمرة كأن النار تسعر على جلدها، لها ثلاثة أنياب: ناب السم، وناب الشيطنة، وناب السقام. بعد السبعين من الأزمان، وحروق الأرض من اللُعاب، نهدت الملاك وكانت كاللؤلؤ الحسان، على ثغرها يسيل ريق النحل، وعلى مراسيم البدن يرتسم بكل البرهان، إبداع صنع رب الجنان، فقال الشي...
تعليقات
إرسال تعليق